منفستو الهمباته – هواري حمدان هجو – eng.hawarih@gmail.com
كنت منذ وقت ليس بالقصير قد بدأت كتابي النقدي باسم التمرد في هدؤء سيناريو اليابسه للشاعر السوداني عاطف خيري- واخذتني الايام بعيدا عن الشعر وغسلتني منه زمنا طويل- ثم عادت تمطرني بوابل منه اعادني الى الكتابه بفهم مختلف ونظرة ذات افق اوسع- او ربما كلما نكبر تتعتق الاشياء فينا- كنت اول من كتب نص قصيدة منفستو الهمباته لعاطف خيري بكل تقسيماتها على النت في عام 1999م-كان النص يعجبني ويشدني ويفتح لي ابواب في الفهم كلما مررت به او استمعت اليه سواء بصوت عاطف خيري او الرائع صديقي حمزه سليمان- وللحق ان حمزة سليمان اضاف على النص نكهة رائعه جعلته امتع وافيد للمطلع والمستمع- سوف اتناول الجزئية التي تغنى بها حمزة سليمان- فقط اسلط عليها الضؤء من باب المحبه وليس النقد او القراءات المسترخيه... لتفهم عاطف خيري كشاعر يجب ان تضع نصب عينيك ان عاطف شاعر مزاج عالي(البحرسوا الخمرة في النخل البصحي التمره عز الليل اذا نقص الشراب)-ورجل ذكي (البَدَسو الفكره في ضحكة بنات نَعَشْ
البِنادَن قمره, تغسل جمره,
في ريق السحاب)
وهبه الله متعة حبكة
القصيدة بثقافه سودانيه بحته لكنها تسموا بك الى افق ارحب... فدعوني ابدا
تشوف الغيمه
في مقلة مراية السَهَلَة
راخيه رموشا
تنَتْ في ام شديده القهوه
جاتا الدوشه
في طاقة منام هلواسا لاوذ
ود قُزَح
طربان وشايلا الهوشه
خَطَفت توبا
قالت... أخ!
نِست باب حوشا .. فاتح
والمطور الليله كيف مَلبوشه
الحديث معطوف على ما
قبله وان كان ما قبله انتج او خلق نوع من الارتباك والوسوسه- اود ان اعود الى ما
عطف عليه الحديث اعلاه لصنع فلاش بلاك سريع وجعل الجميع في مود النص—نقرا بتمعن
المعطوف عليه
اللغه في زريبة ربها
تعجِن حنوط المعنى في قرع السكوت
هسيس توب يرقه
قلعت خوفا في شط
النوايا
إبليس حبيس العِلّه في كلمة سجود
والدود يجيك من شَدّه في لفظة تخمُر
تسمع حنين الشمس لي ضل البيوت
همهمة الجرِح لحظة تعود
من غُربة الجسد الخلايا
لَجَنَة لسان الضو إذا نطق الزوايا
ودُخلَة الكاف الصبي
على نوناً يّرِن خلخالا في قلب النبي
وتسمع زغاريد العدم
(اللغة وعجنها للحنوط- لاسكات فم الحديث ) ..(تخيل اليرقه انثى تود السباحه على نهر
النوايا الطيبه- والخوف ثوب ارتدته وتوشك ان تخلعه على الشط )...(خروج ابليس من
الجنه بسبب السجود )..(الكيمياء وما يصنعة التخمر في الفطريات-فيلم
بطله الدود)...(الشمس وصناعه الظل- الم ترى الى ربك كيف مد الظل)
(معالجة الجسد للجروح بعودة الخلايا لحضن بعضها بعد غربه )..(وتخيل الضؤء رجل الجن في اللسان في نطق بعض الكلمات مثل الراء-الراء حلت محل الزوايا)..(تخيل الكاف رجل والنون انثى-تزوجا وفي ليله دخلتهما كونا كلمة كن ليصنعا مشئية القدر- لكن بدون زغاريد)...هذه المعطيات راودت السيده التى قال عنها تشوف الغيمه في مقله مرايه السهله راخيه رموشها...وفي حقيقه الامر لا توجد غيمه الا بخيال هذه السيده وحاولت ان تتخلص من خيالها هذا الذي وصفه بالسكر دون ذكر ذلك لكنه استخدم القهوه حتى تتخلص من سكرها...ومع ذلك لم تصب الا بدوخة اكثر-مما اثار هلاويسها بان المطر على وشك الهطول-مما جعلها تخطف ثوبها في استعجال مدعيه انها قد تركت باب حوش منزلها مفتوح.وان الامطار سوف تهطل...
(معالجة الجسد للجروح بعودة الخلايا لحضن بعضها بعد غربه )..(وتخيل الضؤء رجل الجن في اللسان في نطق بعض الكلمات مثل الراء-الراء حلت محل الزوايا)..(تخيل الكاف رجل والنون انثى-تزوجا وفي ليله دخلتهما كونا كلمة كن ليصنعا مشئية القدر- لكن بدون زغاريد)...هذه المعطيات راودت السيده التى قال عنها تشوف الغيمه في مقله مرايه السهله راخيه رموشها...وفي حقيقه الامر لا توجد غيمه الا بخيال هذه السيده وحاولت ان تتخلص من خيالها هذا الذي وصفه بالسكر دون ذكر ذلك لكنه استخدم القهوه حتى تتخلص من سكرها...ومع ذلك لم تصب الا بدوخة اكثر-مما اثار هلاويسها بان المطر على وشك الهطول-مما جعلها تخطف ثوبها في استعجال مدعيه انها قد تركت باب حوش منزلها مفتوح.وان الامطار سوف تهطل...
دسيهو منك فيهو
أو سميهو في الخيل الصحاب
البِخشو الحَضره دون ما
نوبه
من غير ما يدقوا الباب
البَدَسو الفكره في ضحكة
بنات نَعَشْ
البِنادَن قمره, تغسل جمره,
في ريق السحاب
البحرسو الخمره, في النخل
البَصَحي التمره, نص الليل
إذا نقص الشراب
دسيهو منك وفيه –اي ما تراودك من هواجس اخفيها
او لا تذكري هذا الحديث لغيرك حتى لا يظنوا ان حاله جن تلبستك- او دعيه يرافقك مثل
الخيل الصديقه- ثم اردف حالة الذكر والدراويش بقوله الذين يدخلون دون اذن او
تصريح مرور او من غير ما ينقروا على الابواب- فهي حالة رفع الكلفه بين
الكثيرين بالسودان ثم ياتي الى فهم صنع الفكره وطريقه اخفاءها حيث انه اختار
للفكرة لون ثم صبغ به الضحكه على فم بنات نعش – ومعروفه القصة في الاثر السوداني
كما تعرف لعلماء الفلك ارتباط بنات نعش بالمطر وحنبل المطر كما نسميه –لكنه لون
الفكره بان بنات نعش في ذلك المساء توهجن اكثر مما تتوهج القمره مما جعلها تبدو
لهن مثل خادمه تسهر على راحتهن- فدعينها لتغسل جمره نيابه عنهن على ريق السحاب-اذا
الفكره تؤسس لهلاويس صاحبت المراه من بدايه النص الى هذه اللحظة – ثم عمقها اكثر
بارتباط هؤلاء المزاجيون بالسكر- حتى ان علاقتهم بالنخله حصرت فقط في علاقة مزاج-
بقوله البحرسوا الخمره في النخل البصحي التمره نص الليل اذا نقص الشراب- بالتالي
فهم يعشقون النخله فقط من اجل انتاج شراب مسكر من خلال ثمرها- حتى بمنتصف الليل
اذا نقص الشراب.
دِسيهو منك فيهو
أو همباتي
غارِز في أتّر شوفتِك
على رمل المناظر ناب
دسيهو منك فيهو
جملة أولياء النحت
سابقين الحواس بي ركعه
نهاضين وينقِفوا من حلوق
الشوف
حصان في ضحكتك مربوط
مرق من ليلى ليلك جَنَ
و دُبُرْ اليقين مقدود
في القدم كنا نطلق على كثير من المثقفين او
الذين ياتون بافكار اكبر من فكرنا بانهم متفلسفين –ولكنه هنا اكد بان فناني النحت
هم الافضل في الفنون لانهم يسبقون اقرانهم بركعه- والمقصود بفهمهم لصنعتهم باشواط-
ثم انهم مبدعين وينظرون بحسهم الفني (حلوق الشوف )- ليجلوا ما علق بفكرك من
غبار- وان كنتي تضحكين عليهم فاعتبر الضحكه موسيقى ثم ضبط حركة الحصان على ايقاعها
– ثم اكد على الهلاويس والجنون بخروج الحصان من حلقة الذكر بليلى ليلك جن- مع ان
دبر اليقين كان مفتوح
كل ما الموج راودك عن نفسو
تعطشي فيني؟!
تفتحي أطلس الخوف
كل ماالليل زاد نجمة في كتف
العسس
جرت العصافير المطار
دخل الشِعِر وَكَر المباشره
والبنات ..
طَفوا الرتاين
و....وَلَعَنْ؟!
ثم عجن السياسه بحرفيه
رائعه في قوله كلما الموج راودك على نفسه تعطشي فيني ..اي كلما حاولتي ان تتحرري
من نهرك تحرضيني على ان اكون قائد ثورتك (تعطشي فيني) او تتشهيني- ثم تنشري مساحات
الوطن المعرضة للضياع (اطلس الخوف )- ووكلما الليل زاد نجمه في كتف العسس- بمعنى
كلما اضيفت سنه على كتف الثوره التى تمارس ظلم على ابناءك- يقصد احتفالات الثوره
كل عام تقريبا-يكون رد الفعل ان يغادر ابنائك الى المهجر (جرت العصافير
المطار)..ثم تصادر قصصات الشعر التي تعبر عن غضبها لما اصابك-ثم تحترق النساء من
اجل ان تضيي دربك-حين هاجر الرجال.
الخَمَروك فتحوك إنداية
ومَشَنْ
الكلما صابحتهِن
سرقَن نهارك ومغربن
الفي صدور هرطقه
وإشلاق حليب
بت الذين أحبهم
أنة صريف في كُرنُق الروح
المطر ما ببقى لي زول
المغارب لابسا أقصر من خيال
المُفترِي
ونحن مديونين نسيم
الصريف والكرنق واحاطة
الطريف بالكرنك كالخاتم بالاصبع – ثم نفيه لانتساب المطر لفصيلة بعينها -وانتقاله
بتدرج جميل لتشبيه قصر وقت المغرب بامراه ترتدي فستان قصير -لكنه اخفاءه ونسبه الى
خيال المفتري – ولا اعتقد ان المفتري يعطي نفسه فرصه للتخيل ابدا – كل ذلك الضيق
والانكتام وما زلنا مديونين نسيم
تلقاها في أول شريعتا غافيه
فارده شرودا
في الموج الحَتَلْ في بالا
ظنّهَا طافيه
غامْتَه حنانا
في إيدا وينقع عافيه
التعمق الصوفي في النص
يذهب بنا الى ابعد مدى هنا – تخيل شرود ثم امتد الشرود بفرد مساحات – اوصلتها الى
عمق الشرود – كلمة حتل بالسودانية تعني قاص الى الاعماق ويصعب انتشاله – لا يوجد
رسم للخيال فما بالك ان تعوض في عمق الخيال – كل ذلك الشرود والغياب يا بلدي وما
زلتي حنينه وخيرك مدسوس على كفك المقفول وتتسرب منه كل العافيه – ينقع عافيه عاميه
سودانية تطلق على الازيار في عز الصيف وهي ممتلئة بالماء في بطنها ولكن خارجها
يكسوه الليل والرزاز
تشبه في الوقع من عشو,
خوفو وكت يطير,
لا يلقى قِبله
لا طفل في إيدو نبله
ولا غصن ذو شوك رحيم..
والبادي أجمل
ثم ختم التشبيهات المتسلسله في نصه الجميل – حالتها بعصفور
سقط من منزله -ورادوته الظنون اذا عاود الطيزان -ان لا يجد عش جديد ياؤية او طفل
يترصده بنبله لاصطياده – او فرع شجره يحتويه برحمه – ولم يقل البادي اظلم – لكنه قال
اجمل في قمة شحان الحب والامل